قال الكاتب الصحفي زكي القاضي، إن ترك دائرة واحدة فقط دون حسم في 13 محافظة يعكس بوضوح حجم الطموح والزخم الذي تشهده انتخابات مجلس النواب 2025، وأكد أن المشهد الذي تنقله شاشات قناة «إكسترا نيوز» من مختلف المحافظات، في 55 دائرة انتخابية، يبرهن على حالة من الوعي الانتخابي المتقدم، والذي لمسه الجميع من خلال التغطيات الميدانية للمراسلين في مختلف أنحاء الجمهورية.
تطور الوعي الانتخابي بعد قرارات الهيئة الوطنية
وأوضح القاضي، خلال لقاء على شاشة "أكسترا نيوز"، أن هذا الوعي لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة حزمة من الإجراءات والقرارات التي أصدرتها الهيئة الوطنية للانتخابات، إلى جانب أحكام المحكمة الإدارية العليا، وما صاحبها من مراحل متعددة منذ انطلاق انتخابات مجلس النواب 2025.
وأشار إلى أن ما شهدته العملية الانتخابية من إلغاء وإعادة وبطلان في بعض الدوائر كان له أثر إيجابي بالغ، أسهم في ترسيخ الثقة في نزاهة الإجراءات، وأعاد ضبط إيقاع العملية الانتخابية بشكل أكثر دقة وشفافية.
تغير نظرة المرشح والناخب إلى العملية الانتخابية
وأكد الكاتب الصحفي أن هذه الإجراءات عززت من وعي المرشح نفسه قبل الناخب، حيث بات كل مرشح يدرك أن عدد الأصوات التي يحصل عليها هو انعكاس حقيقي لحجم دعمه في الشارع، فمن يحصل على عشرة أصوات فقط يعلم أنها تمثل عشر مؤيدين حقيقيين، ومن يحصل على 12 ألفا أو 30 ألف صوت فإنها تمثل نفس العدد الفعلي دون زيادة أو نقصان، وهو ما خلق حالة من الثقة والاطمئنان لدى المرشحين، ودفعهم للاعتماد على أدوات واقعية وبرامج حقيقية في التواصل مع المواطنين.
حشد شعبي يعكس حرية الاختيار
وأشار القاضي إلى أن هذا التغير انعكس بوضوح على المشهد الذي ظهر عبر شاشات التلفزيون، حيث شهدت اللجان إقبالا من المواطنين المؤيدين لمرشحين بعينهم، سواء كانوا حزبيين أو مستقلين.
وجاء هذا الحضور للتعبير الحر عن الرأي والمشاركة الواعية، باعتبار أن المشاركة في الانتخابات واجب وحق قانوني، تسهم نتائجه في تخفيف الأعباء لاحقا عند مناقشة القضايا داخل مجلس النواب، بما يعود بالنفع المباشر على المواطن.
انعكاسات قرارات الإعادة والإلغاء على المرحلة الثانية
وفي حديثه عن المرحلة الثانية من الانتخابات، أوضح القاضي أن ما جرى من إعادة في نحو 49 دائرة، وإلغاء نتائج 19 دائرة بقرارات من المحكمة الإدارية العليا، لم يؤثر سلبا على العملية الانتخابية كما يعتقد البعض، بل انعكس بشكل كلي وإيجابي على شكل الانتخابات، وآلية التصويت، ونتائج الفوز، سواء للمرشحين الحزبيين أو المستقلين، وأضاف أن الأرقام النهائية التي أفرزتها الانتخابات تحمل دلالات واضحة على حدوث تغير حقيقي في تركيبة مجلس النواب المقبل.
مجلس نواب جديد يعكس تطور التجربة الديمقراطية
وأكد الكاتب الصحفي أن هذا التغير المنتظر في تركيبة البرلمان يجب أن ينعكس بدوره على تشكيل لجان مجلس النواب، مشددا على أن لجان المجلس لا بد أن تكون مواكبة لحالة التطور التي شهدتها الانتخابات، ومع انعقاد المجلس في النصف الثاني من يناير 2026، ستكون انتخابات اللجان البرلمانية محطة مهمة لاختيار نواب يمتلكون برامج واضحة ورؤى حقيقية للعمل داخل اللجان المختلفة، والتي يبلغ عددها نحو 25 لجنة.
تأثير المشهد الانتخابي على الشارع المصري
وأوضح القاضي أن ما يحدث في الشارع المصري اليوم يحمل دلالة رئيسية، تتمثل في الربط بين المشهد الانتخابي وتوجيهات القيادة السياسية، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تحدث في أكثر من مناسبة، سواء عبر صفحته الرسمية أو خلال لقاءاته بالأكاديمية الوطنية، عن أهمية اختيار نائب يستحق الثقة، ويكون أهلًا لتحمل المسؤولية تحت قبة البرلمان.
رسالة الانتخابات: اختيار نائب يستحق
واختتم القاضي حديثه بالتأكيد على أن الرسالة الأساسية لانتخابات مجلس النواب 2025 تتمثل في ترسيخ ثقافة الاختيار الواعي، بحيث يصل إلى البرلمان نواب قادرون على تمثيل المواطنين بجدارة، ومناقشة القضايا بموضوعية وكفاءة، بما يعزز من مسار الدولة نحو برلمان أكثر فاعلية وتعبيرًا عن تطلعات الشارع المصري.


















0 تعليق