بيروت ـ بولين فاضل
كثيرة هي الأزمات والأحداث التي مرت على بيروت منذ العام 2007 وحتى العام 2019 تاريخ وقوع ما اصطلح على تسميته باحتجاجات 17 أكتوبر غير المسبوقة في تاريخ البلاد.
توترات ومواجهات وتظاهرات تركت حتى الأمس القريب ذيولها على الطرقات في وسط بيروت على شاكلة عوائق إسمنتية ومجسمات حجرية وسلاسل أقفلت الممرات وأعاقت حركة السير والمشاة.
ولأن هذه العوائق مرادفة لمرحلة بيروت المشرذمة والمنغلقة على ذاتها، كان لابد من العمل على صورة مغايرة للعاصمة تحاكي ما تريده الدولة اللبنانية في مرحلة إعادة البناء والنهوض، وكانت توجيهات من رئيس الحكومة نواف سلام نفذتها شركة «سوليدير» بإشراف محافظ بيروت القاضي مروان عبود لإعادة ربط وسط بيروت ببعضه وبمحيطه وتسهيل الحركة وتخفيف الزحمة، بحيث يكون الوسط مساحة مفتوحة بلا عوائق مع شوارع مترابطة تؤمن انسيابية التنقل في قلب العاصمة ومنه إلى المناطق المجاورة.
«الأنباء» سألت عبود عن إزالة العوائق الإسمنتية من شوارع في بيروت دون سواها، فقال «كلما تحسنت الأوضاع في البلاد وأتيح المجال، كلما أزيل المزيد من العوائق وتسهلت حركة السير والمشاة، وتقلصت بالتالي المظاهر التي تذكر بصفحات غير مشرقة من تاريخ البلد».
وعن موعد إزالة العوائق في ساحة النجمة (حيث مقر البرلمان اللبناني) ومتفرعاتها، أجاب عبود «نعمل على ذلك، وهذا أمر له علاقة بأمن المجلس النيابي وشرطته، ونحن نبحث الموضوع حاليا. بيروت كانت أشبه بشريان حيوي مسدود نقوم اليوم بفتحه وتوسيعه».
وعما ينقص بيروت لتكتمل نهضتها، قال «ثمة أمور أكبر منا كالمياه والكهرباء، ويا ليتنا نقدر على توفير الكهرباء 24 ساعة على 24». ولفت إلى أنه «من الأولويات التي يجري التركيز عليها، استكمال إصلاح كل الطرقات والإشارات وإنارتها ووضع الانعكاسات الضوئية، يعني بمعنى آخر إعادة مظاهر الحضارة».
وأضاف «أعمل ليلا نهارا منذ خمس سنوات، وفي أصعب الظروف وأضعف الإمكانات المادية، جعلت بيروت تصل إلى ما وصلت اليه اليوم، وتكفي مقارنة بين صورتها الحالية وصورتها بعد انفجار مرفأ بيروت، لإدراك حجم العمل الجبار الذي أنجز».
الأكيد أن أياما ذهبية تنتظر بيروت بمجرد حلول الاستقرار والأمن الناجزين في لبنان، وبحسب محافظ المدينة فإن ثمة استثمارات كثيرة في قطاعي المطاعم والفنادق في العاصمة، لكن عملها يتوقف على بيروت مزدانة، مضاءة ومزدحمة بالزوار والسياح.


















0 تعليق