شيّع المئات من أهالي مدينة الفيوم، اليوم، جثمان أقدم بائعة جرائد بالمحافظة، السيدة سعاد أحمد محمد، الشهيرة بـ «الحاجة كوكب»، والتي رحلت عن عالمنا عن عمر ناهز 90 عامًا، بعد رحلة كفاح طويلة أصبحت خلالها علامة بارزة في ذاكرة الشارع الفيومي.
وأدى أهالي شارع البوسطة صلاة الجنازة على الفقيدة، قبل تشييع جثمانها إلى مقابر الأسرة، وسط حالة من الحزن العميق خيمت على المكان، في مشهد إنساني جسّد مكانتها الخاصة في قلوب الجميع.
حضور إعلامي وشعبي في وداع استثنائي
وحرص عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين بمحافظة الفيوم، إلى جانب عشرات المواطنين الذين اعتادوا التردد يوميًا على «فرشتها»، على المشاركة في مراسم التشييع، تقديرًا لمسيرتها الطويلة مع الصحف والمجلات والكتب، التي لم تكن مجرد سلعة لديها، بل رسالة وحياة كاملة.
أكثر من بائعة صحف.. حكاية عمر
لم تكن «الحاجة كوكب» مجرد بائعة جرائد، بل كانت أيقونة لشارع البوسطة وميدان السواقي، ووجهًا مألوفًا ارتبط في أذهان أبناء الفيوم ببدايات الصباح وأخبار اليوم.
بدأت رحلتها مع مهنة بيع الصحف في ستينيات القرن الماضي، عقب وفاة زوجها، لتختار طريق الكفاح الشريف، رافضة الزواج مرة أخرى، ومكرسة حياتها لتربية أبنائها الستة حتى أصبحوا نماذج يُحتذى بها.
صمود لا يعرف التعب
وكانت الفقيدة السيدة الوحيدة بين 28 موزعًا للصحف بالفيوم التي تلتزم بالجلوس على «فرشتها» على مدار 24 ساعة يوميًا، في مشهد نادر يعكس قوة الإرادة والإخلاص في العمل، غير عابئة بحر الصيف القاسي أو برد الشتاء القارس.
كانت تنتظر سيارات توزيع الصحف القادمة من القاهرة في ساعات الليل المتأخرة، لتكون دائمًا أول من يحمل أخبار الصباح إلى قراء الفيوم.
رحلت الجسد.. وبقي الأثر
برحيل «الحاجة كوكب»، فقدت الفيوم صفحة مضيئة من تاريخها الإنساني والمهني، ورمزًا للكفاح والصبر والالتزام، لتظل سيرتها حاضرة في ذاكرة الشارع الذي أحبها، والناس الذين اعتبروها جزءًا أصيلًا من يومهم وحياتهم.
وداعًا يا حاجة كوكب.. ستبقين حكاية لا تُنسى في ذاكرة الفيوم.













0 تعليق