أمرت جهات التحقيق، اليوم الأحد، بعرض الطفل «يوسف. أ» المتهم بقتل زميله في محافظة الإسماعيلية المصرية، وتقطيعه بمنشار كهربائي، على قسم الأدلة والبصمات البيومترية، للتأكد من مدى تورطه الفعلي في الجريمة المروّعة التي هزّت الرأي العام خلال الأيام الماضية.
كما قررت جهات التحقيق إعادة فحص تسجيلات الكاميرات ومطابقتها مع المتهم، لاستبيان ما إذا كان هو الشخص الظاهر في مقاطع الفيديو المتداولة من مسرح الجريمة، بحسب ما كشفته مصدر قضائي لصحف محلية.
تحليل DNA واختبار مخدرات
شملت الإجراءات أيضاً إجراء تحليل DNA للمتهم، إضافة إلى تحليل المخدرات، ضمن خطوات مكثفة لكشف جميع ملابسات الجريمة.
وطالبت جهات التحقيق المباحث الجنائية بإجراء تحريات إضافية لتحديد ما إذا كان هناك أشخاص آخرون شاركوا الطفل المتهم في تنفيذ الواقعة أو في إخفاء أدلتها.
المتهم يعود إلى مسرح الجريمة
في وقت مبكر من صباح اليوم، اصطحبت جهات التحقيق الطفل المتهم إلى مسرح الجريمة وسط إجراءات أمنية مشددة، للبحث عن أدلة جديدة والتأكد من عدم وجود شركاء محتملين أثناء تنفيذ الجريمة.
وشهدت منطقة الحادث انتشاراً أمنياً كثيفاً خلال عملية المعاينة، التي شارك فيها فريق من الأدلة الجنائية وخبراء مسرح الجريمة.
ووثقت الأجهزة الأمنية عملية التمثيل بالكامل تمهيداً لإرفاقها في محاضر التحقيق.
تقرير الطب الشرعي: وفاة نتيجة تهشّم الجمجمة
انتهى الطب الشرعي بالإسماعيلية من إجراء الصفة التشريحية على جثمان الطفل، وأثبت التقرير أن الوفاة ناتجة عن إصابة قوية في الرأس تسببت في تهشّم عظام الجمجمة ونزيف حاد أدى إلى الوفاة الفورية.
وأكد التقرير أن عملية التقطيع تمت بعد الوفاة باستخدام أداة حادة، يُرجّح أنها منشار كهربائي، وأن الجثمان جرى فصل أطرافه بعنف متعمّد لإخفاء المعالم.
أشار التقرير إلى أن تاريخ الوفاة يتطابق مع وقت اختفاء الطفل، وتم إرفاق نتائجه بالكامل في ملف القضية بعد تسليمه إلى جهات التحقيق.
تحليل الحمض النووي يؤكد هوية الضحية
باشرت النيابة العامة في محافظة الإسماعيلية تحليل عينات DNA للضحية والمتهم للتأكد من التطابق البيولوجي، فيما كلفت الطب الشرعي بتحليل عينات أخرى من بقع الدم والأدوات المضبوطة داخل منزل المتهم.
وكشفت النتائج الأولية تطابق الأدلة مع مسرح الجريمة، ما عزز تورط المتهم الصغير في تنفيذ الجريمة منفرداً حتى الآن.
بداية الجريمة واعترافات صادمة
بدأت الواقعة ببلاغ من والد الضحية يفيد بتغيب ابنه واسمه «محمد»، عن المنزل، حيث لم يعد من المدرسة، وبتحرك الأجهزة الأمنية توصلت إلى أنه تم مشاهدة الطفل المتغيب آخر مرة مع صديقه «يوسف».
وعن طريق تفريغ كاميرات المراقبة في الشوارع المحيطة بمنزل «يوسف»، تأكد رجال الأمن أن «محمد» لم يغادر منزل صديقه.
وبمواجهة الطفل، اعترف أمام جهات التحقيق بتفاصيل مروّعة، إذ قال إنه تشاجر مع زميله ثم قرر التخلص منه، مؤكدا أنه استوحى طريقة القتل من أحد الأفلام الأجنبية.
وأوضح أنه استخدم عصا خشبية في البداية لضرب الضحية حتى الموت، ثم استعان بمنشار كهربائي لتقطيع الجثة إلى أشلاء صغيرة بهدف إخفاء ملامحها.
تحريات موسّعة حول مشاركة محتملة لأفراد آخرين
طلبت النيابة تحريات تكميلية موسعة من أجهزة المباحث، لمعرفة ما إذا كان أحد من أسرة المتهم أو أصدقائه شارك في الجريمة أو ساعد على التخلص من الأدلة.
كما تم إرسال أدوات الجريمة للفحص الفني للتأكد من بصمات الأصابع والحمض النووي العالق بها.
احتجاز الطفل في مركز رعاية
أصدرت النيابة العامة في وقت سابق قراراً بإيداع الطفل يوسف في أحد مراكز الرعاية لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات، لحين استكمال الإجراءات القانونية تمهيداً لإحالته إلى المحاكمة، في حالة تم التأكد أنه نفذ الجريمة بمفرده.
0 تعليق