اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بشائعة مؤسفة تزعم وفاة نجم تيك توك السنغالي الشهير خابي لام (Khaby Lame) في حادث سير مأساوي، ما أثار موجة من الذعر بين متابعيه حول العالم.
لكن الحقيقة كانت مختلفة تماماً.
بداية الشائعة وانتشارها الصاروخي
ظهرت في منشورات مجهولة المصدر على منصات مثل يوتيوب وفيسبوك وإكس تزعم أن خابي لام لقي حتفه في حادث سيارة مروع.
المنشورات كانت مصحوبة بصور مزيفة لسيارة محطمة، جرى تداولها على نطاق واسع باعتبارها دليلاً على الحادث، خاصة بعد أن لاحظ المتابعون قلة نشاط خابي مؤخراً على حساباته.
ومع الشعبية الجارفة للنجم السنغالي الحاصل على الجنسية الإيطالية، انتشرت الشائعة كالنار في الهشيم، وحصدت آلاف التفاعلات والمشاركات في وقت قصير.
الحقيقة: خابي لام حي يُرزق
لم يمر وقت طويل حتى تدخّلت مواقع مرموقة للتحقق من المعلومات مثل رويترز وسنوبس (Snopes)، لتؤكد أن كل ما تم تداوله عارٍ تماماً من الصحة.
كشفت التحقيقات أن مصادر الإشاعة تعود إلى صفحات «كليك بيت» (clickbait) والتي هدفها جذب الزيارات أو توجيه المستخدمين إلى روابط تصيّد إلكتروني.
وبعد ساعات فقط من انتشار الأكاذيب، تم نفي الشائعة رسمياً، وتأكيد أن خابي لام يتمتع بصحة جيدة ويواصل نشاطه كالمعتاد.
ردود الفعل: من الصدمة إلى الارتياح
انهالت تعليقات المعجبين من مختلف أنحاء العالم بعد انتشار النفي، بين دهشة وغضب وارتياح.
كتب أحد المستخدمين: «لم أصدق ما قرأته في البداية، لكن الحمد لله أنه بخير»، فيما أضاف آخر: «تعبنا من شائعات وفاة المشاهير..كفى تلاعباً بمشاعر الناس»
وفي تقرير لاحق، أشار برنامج BBC Trending إلى أن مثل هذه الهوكسات (hoaxes) أو ما يعرف بالأخبار التي تخطف أنظار عدد كبير من المتابعين، أصبحت شائعة على الإنترنت، حيث يستغل مروّجوها شهرة النجوم لجذب المتابعين أو سرقة بياناتهم الشخصية.
من عامل مصنع إلى نجم عالمي
وُلد خابي لام في السنغال ونشأ في مدينة شيفاسو الإيطالية، وبدأ رحلته نحو الشهرة عام 2020 بعد أن فقد وظيفته في أحد المصانع أثناء جائحة كورونا.
بدأ حينها بنشر مقاطع ساخرة صامتة على تيك توك يسخر فيها من الفيديوهات التي تقدم حيلاً معقدة للحياة، مستبدلاً الكلام بتعابير وجه بسيطة وإشارات بيده.
أسر أسلوبه البسيط والهادئ قلوب الملايين حول العالم، ليصبح أحد أكثر صنّاع المحتوى متابعةً على تيك توك، مع أكثر من 160 مليون متابع.
خابي لام..النجم الصامت الذي كسب القلوب
رغم شهرته العالمية، حافظ خابي لام على صورة نظيفة وبعيدة عن الجدل، مركزاً على روح الدعابة الهادئة التي تميّز محتواه.
وتعاون مع علامات تجارية كبرى وشارك في فعاليات عالمية، لكنه بقي محافظاً على تواضعه وبساطته التي أحبها الناس فيه.
ويواصل اليوم خابي نشاطه عبر حساباته الرسمية، مؤكداً حضوره بروحه الساخرة وابتسامته المميزة، ليثبت أن الصمت أحياناً أبلغ من الكلام.
















0 تعليق