تستعد السماء في نوفمبر لعرض فلكي مبهر يخطف الأبصار ويثير فضول عشاق الظواهر الطبيعية؛ إذ يقترب القمر من الأرض ليظهر أكبر وأكثر إشراقاً من المعتاد، في ظاهرة تعرف باسم القمر العملاق أو Supermoon.
ويُعد هذا القمر الأقرب إلى الأرض خلال عام 2025، ما يجعله الأشد سطوعاً بين أقمار العام.
القمر العملاق يضيء سماء نوفمبر
يصل القمر إلى ذروته، الأربعاء الخامس من نوفمبر في الساعة 1:20 ظهراً بتوقيت جرينتش، لكنه يظهر بأجمل حالاته مساء الأربعاء بعد غروب الشمس مباشرة، حيث يلمع فوق الأفق بلون ذهبي دافئ قبل أن يتحول إلى الأبيض الفضي المعتاد في منتصف الليل.
وتوضح الحسابات الفلكية أن القمر يكون على بعد يقارب 355 ألف كيلومتر من الأرض، مقارنة بنحو 420 ألف كيلومتر عندما يكون في أبعد نقطة من مداره، أي عند الأوج.
ويجعل هذا الفارق حجم القمر الظاهري يبدو أكبر بنسبة تصل إلى 14% وأكثر إشراقاً بنحو 30% من القمر الكامل في الأيام العادية، بحسب مرصد جريفيث الأمريكي.
القمر في مدار بيضاوي الشكل
يدور القمر حول الأرض في مدار بيضاوي، لا دائري، ما يجعله يقترب أحياناً ويبتعد في أوقات أخرى، وعندما يتزامن اقترابه مع مرحلة اكتماله، يتشكل ما يُعرف بالقمر العملاق.
وتُطلق وكالة «ناسا» هذا الوصف على أي قمر مكتمل يحدث عندما يكون في نطاق 90% من أقرب مسافة ممكنة إلى الأرض، ويقول الفلكيون إن هذه الظاهرة تكشف عن دقة النظام المداري الذي يحكم العلاقة بين الأرض وقمرها الطبيعي منذ مليارات السنين.
كيفية رؤية القمر العملاق؟
ينصح العلماء بمراقبة القمر العملاق من أماكن مفتوحة بعيدة عن الأضواء الصناعية، مثل التلال أو الشواطئ أو المناطق الريفية، للحصول على رؤية أفضل.
وتقول شانون شمول، مديرة مرصد أبرامز في جامعة ولاية ميشيجان الأمريكية: «الفرق في الحجم لا يُلاحظ بسهولة بالعين المجردة، لكنه يصبح واضحاً عند مقارنة الصور بين الأقمار العادية والأقمار العملاقة».
وتشير مديرة المرصد إلى أن توقيت الغروب يوفر أفضل لحظة للمشاهدة؛ إذ يبدو القمر قريباً من الأفق وأكبر حجماً بسبب خداع بصري طبيعي يعرف باسم «وهم القمر».
القمر العملاق يؤثر في المد والجزر
يزيد القمر العملاق من قوة جاذبيته قليلاً، ما يرفع مستويات المد البحري بنسبة طفيفة، من دون أن يسبب تغيرات خطِرة، ولا يتجاوز هذا التأثير بضع سنتيمترات في معظم السواحل، لكنه يظل كافياً ليراقبه العلماء بدقة.
يحمل اسم «قمر القندس»
يُعرف قمر نوفمبر باسم قمر القندس «Beaver Moon»، وهو اسم استخدمته قبائل أمريكية أصلية وأوائل المستوطنين الأوروبيين.
ويرتبط الاسم بوقت نشاط القنادس في بناء السدود وتخزين الطعام استعداداً لفصل الشتاء، حيث تعكس الأسماء الشعبية القديمة العلاقة الوثيقة بين الإنسان والطبيعة؛ إذ كانت الأقمار الكاملة تستخدم لتحديد المواسم الزراعية ومواقيت الصيد.
القمر العملاق يعود في ديسمبر
يختتم قمر نوفمبر العملاق ليالي الخريف بمشهد سماوي مهيب، لكنه لن يكون الأخير هذا العام؛ إذ يشير علماء الفلك إلى أن القمر العملاق الثالث والأخير لعام 2025 سيظهر في السادس من ديسمبر، ليمنح مراقبي السماء فرصة جديدة لتأمل هذا المشهد الفريد.











            





0 تعليق