ساركوزي يقبع في زنزانة انفرادية مع كتابين

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دخل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، أمس الثلاثاء، سجن لاسانتيه في باريس، ليصبح أول رئيس في تاريخ فرنسا الحديث يقضي عقوبة بالسجن، بعدما أيد القضاء الحكم الصادر بحقه في أيلول/ سبتمبر الماضي بالسجن خمس سنوات، منها ثلاث نافذة، لإدانته بتلقّي تمويل غير قانوني من نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي لحملته الانتخابية عام 2007.
ويعدّ هذا التطور سابقة في الاتحاد الأوروبي، إذ لم يسبق أن دخل رئيس دولة عضو السجن بعد انتهاء ولايته، في حين عرف العالم حالات مشابهة فقط في دول مثل البرازيل وجنوب إفريقيا. ووصل ساركوزي، البالغ 70 عاماً، صباح أمس الثلاثاء إلى السجن الواقع في جنوب باريس، وسط إجراءات أمنية مشددة، بينما ردد بعض السجناء من الزنازين «أهلاً بك ساركوزي»، وفق ما ذكرت وسائل إعلام فرنسية. وأفاد محاميه كريستوف أنغران أن موكله سيبقى «ثلاثة أسابيع على الأقل» بانتظار البت في طلب الإفراج الفوري الذي تقدم به فور دخوله السجن، فيما أمام محكمة الاستئناف مهلة شهرين للرد على الطلب.
وكان الرئيس السابق قد غادر منزله في حي راقٍ غربي العاصمة برفقة زوجته كارلا بروني، في مشهد تابعه العشرات من أنصاره الذين رددوا النشيد الوطني الفرنسي وهتفوا «أفرجوا عن نيكولا». وكتب ساركوزي على منصة «إكس» مؤكداً براءته: «لا يُسجن رئيس سابق للجمهورية، بل شخص بريء».
ويواجه ساركوزي اتهامات بالسماح لمقربين منه، هما بريس أورتوفو وكلود غيان، بالتواصل مع مسؤولين ليبيين عام 2005، من بينهم مدير الاستخبارات الليبية السابق عبدالله السنوسي، لبحث تمويل حملته الانتخابية. واعتبرت المحكمة أن القضية «تنطوي على خطورة استثنائية» حتى وإن لم تُثبت التحقيقات أن الأموال وصلت فعلاً إلى حملة ساركوزي.
ويقضي الرئيس السابق فترة حبس انفرادي تشمل نزهة قصيرة يومياً، وإمكانية استخدام مكتبة السجن أو قاعة الرياضة، مع ثلاث زيارات أسبوعية لعائلته. وقال إنه أحضر معه إلى الزنزانة رواية الكونت دي مونتي كريستو وسيرة للمسيح، في إشارة رمزية إلى ما يعتبره «إدانة ظالمة».
وأثار قرار القضاء تطبيق الحكم فوراً دون انتظار الاستئناف جدلاً حاداً في فرنسا، إذ اعتبره معارضو ساركوزي «إجراءً طبيعياً» بينما رآه اليمين المحافظ «استهدافاً سياسياً». وأعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان، المقرب من ساركوزي، أنه سيزوره في السجن، معبّراً عن قلقه من «الظروف الأمنية» التي تحيط باحتجازه. من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن النقاش حول تطبيق الأحكام قبل انتهاء الطعون «مشروع ويجب أن يتم بهدوء»، مؤكداً ضرورة «تطوير النظام القضائي بما يضمن العدالة والطمأنينة العامة». وكان ماكرون قد استقبل ساركوزي في الإليزيه قبل أيام من تنفيذ الحكم، ما أثار انتقادات من المعارضة، خصوصاً اليسار.
وتأتي هذه القضية ضمن سلسلة ملفات قضائية تلاحق الرئيس السابق، الذي حكم عليه سابقاً في قضيتي «التنصّت» و«تمويل حملة 2012»، ويرى هو ومحاموه أن ما يتعرض له هو «استهداف متعمد» من قبل قضاة «يسعون لتصفية حسابات سياسية». (أ ف ب)

أخبار ذات صلة

0 تعليق