دافع وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث، أمس الجمعة، عن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استئناف التجارب النووية، مؤكداً أن الخطوة «مسؤولة» وتهدف إلى ضمان «الردع النووي الموثوق»، فيما تتصاعد التحذيرات الدولية من سباق تسلح نووي جديد بين القوى الكبرى، وصدرت ردود غاضبة من الأمم المتحدة والصين وإيران واليابان.
وقال هيغسيث خلال مؤتمر صحفي في كوالالمبور عقب محادثات مع نظيره الصيني دونغ جون: «كان الرئيس واضحاً، يجب أن يكون لدينا ردع نووي موثوق. إن استئناف التجارب هو طريقة مسؤولة إلى حد ما لضمان ذلك». وأضاف أن الولايات المتحدة «لا تسعى إلى مواجهة نووية، لكنها لن تتنازل عن أمنها القومي».
وجاء الدفاع الأمريكي بعد إعلان ترامب، الخميس، استئناف بلاده تجارب الأسلحة النووية للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثة عقود، مبرراً قراره ب«برامج الاختبار» التي تقوم بها دول أخرى، في إشارة إلى روسيا والصين. وقال ترامب على منصته «تروث سوشل»: «بسبب برامج الاختبار التي تقوم بها دول أخرى.
وأشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة تمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم، متفاخراً ب«تحديث وتجديد كامل للأسلحة»، بينما أظهرت بيانات «معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام» أن روسيا تتصدر عدد الرؤوس النووية ب5489 رأساً مقابل 5177 للولايات المتحدة و600 للصين.
وأثار القرار الأمريكي انتقادات دولية فورية، إذ وَصفت إيران الخطوة بأنها «رجعية وغير مسؤولة»، كما أدانت الصين القرار ودعت واشنطن إلى «الالتزام الجدي» بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية.
وفي موسكو، ردّ الكرملين بحذر على تصريحات ترامب، مؤكداً أن الاختبارات الروسية الأخيرة «لم تكن نووية»، وقال المتحدث دميتري بيسكوف إن «هذه التجارب لا يمكن اعتبارها اختبارات نووية بأي شكل من الأشكال»، مُلْمِحاً في الوقت ذاته إلى أن موسكو قد تجري تجاربها الخاصة إذا مضت واشنطن في خطوتها.
وفي اليابان، أثار إعلان ترامب موجة غضب بين الناجين من القنبلة النووية، ووجهت مجموعة «نيهون هيدانكيو» الحائزة جائزة نوبل للسلام رسالة احتجاج إلى السفارة الأمريكية في طوكيو، معتبرة أن القرار «يتناقض مع الجهود العالمية من أجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية».
وانضم رئيس بلدية ناغازاكي شيرو سوزوكي إلى المنتقدين، قائلاً: إن الخطوة «تدوس على جهود الناس حول العالم، الذين كرسوا حياتهم لعالم بلا سلاح نووي». وأضاف متسائلاً: «إذا بدأت التجارب فوراً، ألَا يجعله ذلك غير جدير بجائزة نوبل للسلام».
بدوره، حاول وزير الدفاع الصيني دونغ جون خفض حدة التوتر خلال لقائه هيغسيث في كوالالمبور، قائلاً: إن على البلدين «إرساء الثقة المتبادلة والتعايش السلمي»، لكنه حذر في المقابل من «أقوال وأفعال واشنطن بشأن تايوان». وقال إن «توحيد الصين القارية وتايوان يسير وفق مجرى التاريخ الحتمي»، داعياً واشنطن إلى موقف «واضح وحازم» يعارض استقلال الجزيرة.
وأكد الوزير الصيني ضرورة «تعزيز الحوار لتقوية الثقة وتبديد الشكوك»، في حين وصف هيغسيث الاجتماع بأنه «جيد وبنّاء»، مؤكداً أن الولايات المتحدة «لا تسعى إلى نزاع لكنها ستواصل الدفاع بقوة عن مصالحها وشركائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ». (وكالات)
الولايات المتحدة تدافع عن استئناف التجارب النووية
الولايات المتحدة تدافع عن استئناف التجارب النووية













0 تعليق