مجلس الأمن يقرّ الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية في الصحراء الغربية

دنيا الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مجلس الأمن يقرّ الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية في الصحراء الغربية, اليوم السبت 1 نوفمبر 2025 12:44 صباحاً

رام الله - دنيا الوطن
اعتمد مجلس الأمن الدولي، مساء الجمعة، قراراً تاريخياً أكد فيه أن منح الصحراء الغربية حكماً ذاتياً حقيقياً تحت السيادة المغربية "قد يشكل الحل الأكثر واقعية وجدوى" لإنهاء النزاع المستمر منذ نحو نصف قرن، مجدداً في الوقت نفسه ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) لعام إضافي.

وصوّت 11 عضواً من أصل 15 لصالح القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة، فيما امتنعت روسيا والصين وباكستان عن التصويت، بينما رفضت الجزائر المشاركة في التصويت.

ودعا المجلس في قراره جميع الأطراف، بما فيها المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا، إلى استئناف المفاوضات "بنية صادقة وعلى أساس خطة الحكم الذاتي المغربية المقدمة عام 2007"، والتي تنص على منح الإقليم سلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية محلية ضمن السيادة المغربية، مع احتفاظ الرباط بإدارة الشؤون الخارجية والدفاعية والدينية.

وأكد القرار الأممي أن الخطة المغربية تمثل "أساساً واقعياً وجديراً بالثقة" للحل السياسي الدائم، مشيراً إلى أنها تحظى بدعم متزايد من دول الاتحاد الأوروبي وعدد كبير من الحلفاء الأفارقة والعرب.

الملك محمد السادس: "حان وقت المغرب الموحد"

وفي أول تعليق رسمي على القرار، قال العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطاب متلفز، إن بلاده "تعيش مرحلة فاصلة ومنعطفاً حاسماً في تاريخها"، مضيفاً: "بعد خمسين سنة من التضحيات، نبدأ فتحاً جديداً في مسار ترسيخ مغربية الصحراء والطيّ النهائي لهذا النزاع المفتعل في إطار حل توافقي على أساس مبادرة الحكم الذاتي".

وأكد الملك أن "تأكيد مجلس الأمن على مغربية الصحراء قرار تاريخي"، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي بات يجمع على سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.

ودعا العاهل المغربي إلى حوار "أخوي وصادق" مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بهدف "تجاوز الخلافات وبناء علاقات جديدة تقوم على الثقة المتبادلة وحسن الجوار"، كما وجّه نداءً لسكان مخيمات تندوف لاغتنام هذه "الفرصة التاريخية" للعودة إلى وطنهم والمساهمة في تنمية مناطقهم.

وأضاف الملك: "نحن لا نعتبر هذه التحولات انتصاراً سياسياً، بل خطوة نحو سلام دائم وحلّ لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ كرامة جميع الأطراف".

دعم أميركي ودولي واسع

ويأتي القرار الجديد استمراراً للموقف الأميركي الذي بدأ منذ عام 2020، حين أعلن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وهو ما تبعته اعترافات متتالية من إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.

كما أشاد المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية ستافان دي ميستورا في جلسة مغلقة مطلع أكتوبر الماضي بـ"الجهود الدبلوماسية الأميركية" لدفع العملية السياسية، داعياً الرباط إلى تقديم مزيد من التفاصيل حول آليات تطبيق الحكم الذاتي، بما يضمن مبدأ تقرير المصير للشعب الصحراوي ضمن السيادة المغربية.

نزاع نصف قرن يقترب من نهايته

وتُعد الصحراء الغربية آخر إقليم في إفريقيا لا يزال مصنّفاً ضمن "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي" في الأمم المتحدة، بعد أن كانت مستعمرة إسبانية حتى عام 1975. وتتنازع السيادة عليه كل من المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، ما تسبب في صراع سياسي وعسكري دام خمسة عقود.

ويأمل مراقبون أن يفتح القرار الأممي الجديد الطريق أمام تسوية نهائية للنزاع، ويفتح مرحلة جديدة من الاستقرار والتكامل الإقليمي بين دول شمال إفريقيا.

أخبار ذات صلة

0 تعليق