في تصريحات لافتة تعكس تغيرًا محتملًا في مسار الحرب الروسية الأوكرانية، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المباحثات الجارية بين موسكو وكييف تشهد تقدمًا ملموسًا، مشيرًا إلى أن الطرفين يقتربان من التوصل إلى اتفاق بشأن إقليم دونباس، أحد أكثر الملفات تعقيدًا وحساسية في الصراع الدائر منذ سنوات، والذي ظل يمثل جوهر الخلافات السياسية والعسكرية بين البلدين.
تقدم ملحوظ في ملف الأراضي الأوكرانية
أوضح ترامب أن قضية الأراضي الأوكرانية، وفي مقدمتها إقليم دونباس، باتت أقرب من أي وقت مضى إلى الحل، في ظل ما وصفه بوتيرة إيجابية ومتسارعة للمحادثات بين الجانبين، معتبرًا أن هذا الملف يشكل حجر الأساس لأي تسوية سياسية شاملة تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة، ووضع حد للتوترات التي ألقت بظلالها على الأمن الأوروبي والدولي.
وأضاف الرئيس الأمريكي أن المؤشرات الحالية توحي بإمكانية التوصل إلى صيغة توافقية تراعي تعقيدات الواقع الميداني والحساسيات السياسية لكلا الطرفين، مؤكدًا أن استمرار الحوار بنفس الروح الحالية قد يقود إلى اختراق حقيقي يغير ملامح المشهد الجيوسياسي في المنطقة.
زابوريجيا النووية خارج دائرة الاستهداف
وفي سياق متصل، تطرق ترامب إلى ملف محطة زابوريجيا النووية، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يقم بقصف المحطة، وهو ما اعتبره تطورًا إيجابيًا يسهم في خفض مخاطر التصعيد النووي، ويعزز فرص الحفاظ على الاستقرار في منطقة تشكل أي هزة فيها تهديدًا مباشرًا للأمن العالمي.
وأكد ترامب أن هناك تنسيقًا فنيًا قائمًا بين روسيا وأوكرانيا بشأن تشغيل محطة زابوريجيا النووية، في خطوة تعكس وجود قنوات تواصل عملية بين الطرفين، رغم استمرار الخلافات السياسية والعسكرية، مشددًا على أن هذا التعاون الفني يحمل دلالات مهمة بشأن إمكانية الفصل بين الملفات الإنسانية والفنية من جهة، والصراع السياسي من جهة أخرى.
اتفاق شامل يلوح في الأفق
واختتم ترامب تصريحاته بالتأكيد على أن مسألة الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك دونباس، ستُحل ضمن إطار اتفاق شامل إذا استمرت المحادثات الحالية بنفس الوتيرة الإيجابية، معربًا عن اعتقاده بأن المرحلة المقبلة قد تشهد تحولًا حاسمًا نحو إنهاء الحرب، وفتح صفحة جديدة من التفاهمات التي تعيد رسم العلاقات بين موسكو وكييف، وتخفف من حدة التوترات الدولية المرتبطة بالأزمة.













0 تعليق