المتحف المصري الكبير.. كلفة المليار دولار تثير الجدل قبل افتتاحه المرتقب

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف


قبل أيام من افتتاحه المنتظر، تصدّر المتحف المصري الكبير حديث مواقع التواصل الاجتماعي في مصر والعالم العربي، بعدما كشفت السلطات عن الكلفة الإجمالية للمشروع التي تجاوزت المليار دولار، وهو ما أثار تفاعلات واسعة بين مؤيد للفخامة ومتحفظ على الكلفة.

موقع أسطوري وتمويل ياباني


بحسب تقرير بوابة الأهرام الاقتصادية، يمتد المتحف المصري الكبير على مساحة نصف مليون متر مربع عند سفح أهرامات الجيزة، ليشكل تحفة معمارية بلغت كلفة إنشائها نحو مليار دولار، تجمع بين عبق الحضارة المصرية القديمة وروح العمارة الحديثة.


وجاء وراء ذلك الإنجاز، شراكة بين مصر واليابان، مدعومة بقرضين ميسّرين من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA) بقيمة إجمالية تقارب 800 مليون دولار، وهي من أكبر الاستثمارات الثقافية في تاريخ برامج التنمية اليابانية.


إلي جانب نحو 150 مليون دولار جُمعت من مساهمات دولية، وتبرعات القطاع الخاص، والمؤسسات الثقافية.

نجيب ساويرس يعلّق على كلفة المتحف المصري الكبير


تفاعل رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس مع الجدل الدائر على مواقع التواصل حول كلفة المتحف المصري الكبير، التي تجاوزت المليار دولار، مؤكداً أن المشروع يستحق كل جنيه أُنفق عليه لأنه «واحد من نوعه» ويمثل حضارة لا تُقدّر بثمن.


وفي منشور عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، كتب ساويرس قائلاً:«هو مليار واحد بس..لكن متحف one of a kind و حضارة مصر واحدة بس».


جاء تعليقه رداً على تغريدة نشرتها بوابة فيتو نقلت فيها تصريحات عالم الآثار زاهي حواس، الذي قال: إن مصر أنفقت مليارات الدولارات على المتحف الكبير رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.


أثار تصريح ساويرس موجة من التفاعل بين النشطاء، إذ اعتبره البعض دفاعاً وطنياً عن مشروع حضاري ضخم سيعيد لمصر مكانتها كوجهة ثقافية عالمية، بينما رأى آخرون أن توقيت الإنفاق على مشروع بهذا الحجم كان يستحق إعادة نظر في ظل التحديات الاقتصادية الحالية.

لحظة ينتظرها العالم: المتحف المصري الكبير يفتح أبوابه رسمياً


وسط جدل الكلفة، تستعد القاهرة خلال الساعات القادمة للافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير يوم السبت 1 نوفمبر، بحضور ما يقرب من 40 رئيس دولة وملكاً ورئيس حكومة من مختلف أنحاء العالم، في احتفال يوصف بأنه الأكبر في تاريخ مصر الحديث.


وأكد محمد الحمصاني، المتحدث باسم الحكومة المصرية، أن الافتتاح سيقام بمستوى تنظيمي غير مسبوق، يليق بمكانة مصر التاريخية والحضارية، مشيراً إلى أن المشاركة الدولية الواسعة تُعد اعترافاً عالمياً بالدور المصري في حماية التراث الإنساني والحضارات القديمة.

تنظيم استثنائي يليق بعظمة الحدث


أوضح الحمصاني في تصريحات تلفزيونية أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تتولى الإشراف الكامل على الحفل، بالتنسيق مع مؤسسات الدولة، لضمان ظهور الافتتاح بصورة مبهرة تُضاهي الموكب الذهبي للمومياوات الملكية الذي أبهر العالم عام 2021.


وأشار إلى أن التحضيرات النهائية تجري على قدم وساق داخل المتحف والمناطق المحيطة به، مع تنفيذ خطط مرورية جديدة لتيسير حركة الوفود والزوار من مختلف الجنسيات.

كنوز توت عنخ آمون تظهر للعالم كاملة لأول مرة


من أبرز ما يميز الافتتاح المنتظر هو العرض الكامل لكنز الفرعون توت عنخ آمون، الذي يضم أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية تم اكتشافها داخل مقبرته الأسطورية في وادي الملوك.


وسيُعرض الكنز للمرة الأولى في مكان واحد، في تجربة بصرية وتاريخية غير مسبوقة تسلط الضوء على أعظم اكتشاف أثري في القرن العشرين.

تصميم هندسي يستحضر روح التاريخ


تتزين قاعات العرض في المتحف بتماثيل ضخمة وأعمدة فرعونية أصلية، إلى جانب المركب الشمسي الشهير الذي رافق ملوك الفراعنة في معتقداتهم عن الحياة الآخرة.


أما التصميم الداخلي، فيعتمد على دمج الضوء الطبيعي بالحجر الفرعوني ليمنح الزائر إحساساً بأنه يعبر الزمن ذاته من خلال تجربة تفاعلية تجمع بين الفن، التاريخ، والعلوم الحديثة.

حضور دولي غير مسبوق


سيشهد الافتتاح حضور عدد كبير من قادة ورؤساء وملوك العالم، بينهم من سبق أن زار المتحف خلال مراحل إنشائه، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس فيتنام، إلى جانب رؤساء أنغولا وجزر القمر وسنغافورة ورئيسة وزراء إيطاليا، وعدد من كبار الشخصيات الدولية.


وأكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن المتحف ليس مجرد معلم أثري، بل هو استثمار حضاري وإنساني يعكس إرادة الدولة المصرية، ويُعد انتصاراً جديداً للجمهورية الجديدة، يعزز مكانة مصر كقوة سياحية وثقافية واقتصادية في المنطقة والعالم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق