حصد الرئيس الأرجنتيني الليبرالي المتطرف خافيير ميلي، أمس الأحد، دعماً شعبياً كبيراً بعد أن حصل حزبه «لا ليبرتاد أفانزا» على 40,84% من الأصوات في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، وفق نتائج رسمية استندت إلى فرز أكثر من 90% من الصناديق. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 67,9%، وهي الأدنى منذ أكثر من 40 عاماً، ما يعكس خيبة أمل واسعة من الطبقة السياسية. ويتيح هذا الفوز لحزب ميلي مضاعفة عدد مقاعده في البرلمان، حيث يُقدّر ارتفاع المقاعد من 37 إلى 101 من أصل 257، وفي مجلس الشيوخ من ستة إلى عشرين من أصل 72، ما يمنحه قوة دفع مهمة لتنفيذ إصلاحاته الاقتصادية والاجتماعية.

وقال ميلي لأنصاره في مقره الانتخابي في أحد فنادق بوينوس آيرس: «أمس وصلنا إلى نقطة تحول، اليوم يبدأ بناء الأرجنتين العظيمة»، مؤكداً أن الانتخابات تمثل تأكيد التفويض الشعبي الذي حصل عليه في 2023. وأضاف أنه يسعى للمضي قدماً في طريق الإصلاح «ولكن من دون مبالغات»، مشدداً على ضرورة التفاهم مع النواب وأعضاء مجلس الشيوخ لتحقيق الأهداف المرسومة. وتعكس النتائج فوزاً مفاجئاً وفق تقدير الباحث في العلوم السياسية سيرجيو بيرينشتين، الذي وصفها بأنها «فوز مدهش لا لبس فيه»، مشيراً إلى أن الأرجنتين منحت دعماً قوياً للرئيس، الذي يتعين عليه الآن إثبات قدرته على الوفاء بالوعود، لا سيما في خفض التضخم إلى مستويات أقل بحلول منتصف 2026.

وأظهرت الانتخابات انخفاضاً كبيراً في التضخم من أكثر من 200% إلى 31,8% على أساس سنوي، وتحقيق استقرار في الموازنة لم تشهده البلاد منذ 14 عاماً، على الرغم من الخسائر الاقتصادية المتمثلة بفقدان أكثر من 200 ألف وظيفة، وانكماش الاقتصاد بنسبة 1,8% في 2024، وتفاقم التفاوتات الاجتماعية.