حوار: حسن حمدي سليم
«الصحافة الورقية لا تزال تحافظ على مكانتها، حتى وإن تأثرت قليلاً بفعل متغيرات العصر».. تؤمن الإعلامية مريم الملا، مديرة نادي دبي للصحافة، بهذه القناعة وتؤكد أنها لا تفضل إطلاق تسمية «الإعلام التقليدي» على الصحف الورقية، وأن المؤسسات الصحفية تواكب العصر، وأن الصحافة في دولة الإمارات تشهد تطوراً متسارعاً يعزز مكانة دبي كمركز إعلامي رائد للمحتوى العربي على مختلف أشكاله.
وفي حوارها مع «الخليج»، أكدت أن نادي دبي للصحافة يلعب دوراً مؤثراً في مسيرة مواكبة متغيرات قطاع الإعلام عبر برامج تدريبية متنوعة تستهدف تطوير الكوادر والمواهب وتوفير مساحات لاكتشاف قدراتهم وتنمية مهاراتهم، كما كشفت عن رؤيتها للقطاع لا سيما مع تنامي دور الذكاء الاصطناعي، وانعكاسات ذلك على المشهد بشكل عام.. وإلى نص الحوار.
• أطلقتم مؤخراً برنامج «صناع المحتوى الصحي والعلمي» كمرحلة ثانية من مبادرة «صناع محتوى دبي» فما هي رؤيتكم الشاملة للمبادرة؟
برنامج صناع المحتوى الصحي والعلمي يأتي ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تطوير قدرات صناع المحتوى المتخصص عبر دورات تدريبية تركز على كيفية تبسيط المعلومات المعقدة لتقديمها للجمهور بطريقة مهنية وسهلة في آن واحد، إضافة إلى التدريب على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وأسس السرد القصصي الرقمي، ومهارات صياغة المحتوى الاحترافي بهدف إنتاج مواد تجمع بين الدقة العلمية والجاذبية الإعلامية.
وأطلقنا البرنامج بعد نجاح المرحلة الأولى العام الماضي والتي اختصت بصناع المحتوى الاقتصادي، ونستهدف من خلال البرامج المقبلة التركيز على تدريب صناع المحتوى المجتمعي والثقافي، وهي المرحلة التي بدأنا الإعداد لها بالفعل عبر توقيع عدد من الشراكات مع المؤسسات المختصة لإطلاق هذه البرامج في أوقات لاحقة.
• اختلفت أشكال الإعلام عن فترة انطلاق النادي عام 1999، فكيف يحقق رؤيته ليسهم في تحديد مستقبل القطاع؟
نحرص على مواكبة التحولات المتسارعة التي يشهدها قطاع الإعلام، من خلال إطلاق برامج تدريبية ومبادرات نوعية تواكب هذه التغيرات وتدعم المواهب في مختلف التخصصات لا سيما التي نرصد الحاجة إلى تنميتها أو تدريب العاملين فيها مثلما تم في برنامج صناع المحتوى الاقتصادي وصناع المحتوى العلمي والصحي، بالإضافة إلى ذلك ندرس تفاعل الجمهور مع أشكال الإعلام المختلفة وبناء عليه نحدد دوراتنا التدريبية، وهو ما أنتج برنامج «البودكاست العربي» الذي جاء بعدما برز اهتمام متزايد من الشباب العربي بمجال المحتوى المسموع -البودكاست- خلال السنوات الأخيرة، باعتباره من أكثر القوالب الإعلامية تطوراً ومرونةً، ومن هنا جاء اهتمامنا بتطوير هذا القطاع، سواء عبر البرامج التدريبية المخصصة للمحتوى الصوتي أو من خلال تنظيم فعالية «دبي بودفست» التي أصبحت اليوم أكبر تجمع لصُناع البودكاست في المنطقة، ومنصة تجمع بين والمواهب العربية الشابة، والمنصات الرقمية، والمعلنين، ما يتيح فرصاً للتعاون والاستثمار وتبادل الخبرات، ويعزز منظومة الإعلام الرقمي في المنطقة.
ومن خلال هذه الفعاليات والبرامج، نسعى إلى تمكين المواهب الإعلامية العربية وتزويدها بالمعارف والأدوات الحديثة، دعماً لرؤية دبي في تشكيل مستقبل إعلام عربي أكثر تنافسية وابتكاراً من خلال إعداد جيل من الإعلاميين القادرين على قيادة صناعة المحتوى مستقبلاً، ليس فقط في الإمارات، بل على مستوى الوطن العربي ككل.
• هل تلعب الشراكات دوراً في تحقيق هذه الرؤية؟
بالطبع، فنحن نثري أجندتنا بالشراكات مع الجهات المتخصصة العالمية والإقليمية والوطنية، مثل «تيك توك»، ودبي الصحية، ودبي للإعلام، بالإضافة إلى الاستعانة بالخبراء من مختلف المجالات لتقديم برامج تدريبية تمكن الشباب الذين سيمثلون مستقبل الدولة في جميع القطاعات.
ونحن في نادي دبي للصحافة دورنا أن نصقل قدراتهم لتمكينهم من المحتوى على اختلاف تخصصاته من الرياضة للثقافة والاقتصاد إلى الصحة والعلوم المختلفة، فهم في النهاية سيكونون سفراء دبي في هذه المجالات والقادرين على الوصول للجمهور بشكل واسع.
• تحدثتِ عن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الإعلام، كيف يمكن ذلك؟
في البداية، يجب التفريق بين أن الذكاء الاصطناعي أداة مفيدة للغاية وبين أن الاعتماد الكلي عليه يُعدّ خطأ فادحاً، إذ يجب استخدامه بوعي بحدوده التقنية، ليبقى وسيلة مساعدة لا بديلاً عن العقل البشري، فإذا تم استخدامه على سبيل المثال لتحليل ذوق الجمهور أو أنماط المشاهدة أو المساعدة في تحسين صياغة المحتوى، فإنه يضيف قيمة حقيقية ويسهم في رفع جودة المنتج الإعلامي، أما إذا تم الاعتماد عليه كمصدر لاستقصاء المعلومات أو التحقق منها، فهو تطبيق خاطئ قد يؤدي إلى نتائج مضللة يفقد المحتوى أصليته، فالإعلام في جوهره مهنة التحقق من المعلومات من مصادرها وهو ما لا يمكن لأي تقنية أن تحل محله.
• هل تفرض هذه التقنيات وغيرها من أدوات الإعلام الرقمي بعض التحديات على الإعلام التقليدي؟
إذا كان المقصود بالإعلام التقليدي الصحف الورقية، فأنا لا أفضل هذا التوصيف، فالصحافة في دولة الإمارات تتطور بشكل متسارع يواكب أدوات العصر الحديث، ويعزز من مكانة دبي كمركز إعلامي رائد للمحتوى العربي، والمؤسسات الصحفية تواكب العصر وتستخدم الأدوات المختلفة لإنتاج محتوى يليق بقرائها سواء كان مطبوعاً أو رقمياً، مقروءاً أو مسموعاً أو مرئياً، لذا فحتى إن تأثرت الصحف الورقية قليلاً بفعل تلك المتغيرات فإن مكانتها ثابتة ولا تزال تحافظ على رونقها وقيمتها التي لن تغيب رغم هذه المتغيرات.
• كيف انعكست هذه التغيرات على الجوائز التي يقدمها النادي؟
يواكب النادي كل المستجدات على الساحة الإعلامية سواء على نطاق البرامج التدريبية أو الجوائز الإعلامية، إذ يقدم 3 جوائز نوعية رائدة خلال قمة الإعلام العربي، الأولى جائزة الإعلام للشباب العربي «إبداع»، والمخصصة لطلاب الإعلام، وتتضمن 6 فئات من بينها فئتي «البودكاست»، و«الفيديو القصير»، واللتان تم استحداثهما مؤخراً، والجائزة الثانية، فهي جائزة الإعلام العربي والتي تتضمن الإعلام المرئي والصحافة على مستوى الوطن العربي، والجائزة هي قمة رواد التواصل الاجتماعي العربي.
مريم الملا: مكانة الصحافة الورقية ثابتة والمؤسسات تواكب المتغيرات
مريم الملا: مكانة الصحافة الورقية ثابتة والمؤسسات تواكب المتغيرات


















0 تعليق