إسرائيل تشن هجمات واسعة على غزة وتنسق مع واشنطن لتوسيع السيطرة داخل "الخط الأصفر"

دنيا الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إسرائيل تشن هجمات واسعة على غزة وتنسق مع واشنطن لتوسيع السيطرة داخل "الخط الأصفر", اليوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025 02:58 صباحاً

رام الله - دنيا الوطن
 تجري منذ يوم الثلاثاء مشاورات مكثفة بين تل أبيب وواشنطن بشأن توسيع نطاق السيطرة الإسرائيلية داخل قطاع غزة، بما في ذلك الانتقال "ما وراء الخطّ الأصفر"، الخطّ الفاصل الأول المنصوص عليه في خطة وقف إطلاق النار التي رعتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتتواصل المناقشات بين الجانبين وسط استئناف إسرائيل غارات جوية على مناطق في القطاع، بعد أن اتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حركة حماس بخرق الاتفاق.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن قرار التقدّم عبر الخطّ الأصفر جرى اتخاذه في ختام مشاورات أمنية عقدها نتنياهو مساء الثلاثاء، وجرى تنسيقه مع الولايات المتحدة، وذلك في إطار ما وصفته الحكومة الإسرائيلية بأنه "خطوات لمعاقبة حماس". ونقلت تقارير عن مسؤولين إسرائيليين أن نتنياهو بحث المسألة مع كبار المسؤولين الأميركيين قبل اتخاذ أي قرار تنفيذي.

ما هو "الخطّ الأصفر"؟

الخطّ الأصفر هو خط الانسحاب الأول الوارد في خطة وقف إطلاق النار التي دخلت حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري. ويفصل هذا الخطّ المناطق التي احتفظ الجيش الإسرائيلي بوجوده شرقها عن المناطق التي سُمِح للفلسطينيين بالتحرك ضمنها غربه. وفي 10 أكتوبر انسحب الجيش جزئياً إلى مواقع جديدة شرق الخطّ الأصفر، الذي يغطي وفق تقديرات عسكرية إسرائيلية أكثر من نصف مساحة القطاع.

وقف دخول عناصر حماس للخطّ الأصفر

جاء القرار الإسرائيلي بإيقاف دخول عناصر من حماس إلى داخل الخطّ الأصفر بهدف البحث عن رفات المحتجزين ضمن هذا السياق، وفق ما نقلت تقارير إسرائيلية. وقالت مصادر إن الجيش قرر منع عناصر الحركة من الوصول إلى مناطق داخل الخطّ الأصفر رغم استمرار عمليات البحث عن جثث الأسرى في أنحاء متفرقة من القطاع.

من جانبها، شدّدت الحكومة الإسرائيلية على أن حماس "تماطل" في تسليم جثث الرهائن، واتهمت الحركة بأنها استخدمت الملف "دعائياً وسياسياً"، متهمةً إياها بالاحتفاظ بعدد من الجثث وعدم الإفراج عنها. وأكدت إسرائيل أن المعدات الهندسية التي تطالب بها حماس ليست ضرورية لتسليم الجثث المتبقية، في مواقف نقلتها وسائل إعلام عبرية.

حماس تعلن انتشال جثة وتؤجل التسليم

من جهتها، أعلنت حركة حماس وكتائب القسام أنها عثرت الثلاثاء على جثة أحد أسرى الاحتلال خلال عمليات بحث نفّذت في أحد الأنفاق جنوب القطاع، وأنها قررت تأجيل تسليمها الذي كان مقرراً مساء الثلاثاء، مبررة القرار بأن ذلك يأتي "بسبب خروقات الاحتلال". وحذّرت الكتائب من أن أي تصعيد إسرائيلي سيعقّد عمليات البحث والحفر وانتشال الجثامين، ما سيؤدي بالضرورة إلى تأخير تسليم ما تبقّى من رفات.

وأكدت حماس أيضاً في بيان منفصل أنها "لا علاقة لها" بحادث إطلاق النار الذي وقع قرب رفح وأدى لمقتل جندي إسرائيلي، وجددت تأكيدها التزامها باتفاق وقف إطلاق النار، داعية الوسطاء والجهات الضامنة إلى تحمل مسؤولياتهم و"إجبار إسرائيل على وقف ممارساتها التضليلية".

توسيع السيطرة ومشاورات أميركية حذرة

على الرغم من موافقة تقارير إسرائيلية على تنسيق الخطوات مع واشنطن، نقلت تقارير أميركية أن مسؤولين في الإدارة الأميركية أبلغوا فريق نتنياهو أنهم لا يرون خرقاً ماديّاً واضحاً من جانب حماس يصل إلى حد تبرير رد إسرائيلي جذري قد يقود إلى انهيار وقف إطلاق النار. وحذّر هؤلاء المسؤولون إسرائيل من اتخاذ إجراءات جذرية قد تدفع الهدنة إلى حافة الانهيار، مطالبين بالتحفّظ واللجوء إلى ضغوط دبلوماسية بدل التصعيد العسكري.

كما أشارت مصادر أميركية إلى أن البيت الأبيض اقترح منح حماس إنذاراً نهائياً محدداً زمنياً لإعادة الرفات قبل منح "الضوء الأخضر" الكامل لإجراءات برية أوسع داخل القطاع، فيما قال مسؤولون إسرائيليون إن واشنطن قد توافق فقط على جزء من الإجراءات التي تطمح الحكومة الإسرائيلية لتنفيذها.

تهديدات إسرائيلية وتصعيد ميداني

على الصعيد الميداني، عقد نتنياهو اجتماعاً أمنياً طارئاً شارك فيه وزير الجيش يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير ورؤساء الأجهزة الأمنية، وأسفر الاجتماع عن توجيه أوامر للقيادة العسكرية بـ"تنفيذ ضربات قوية وفورية" على غزة. وفي تصريحات تلفزيونية ونصية، حذر نتنياهو وحلفاؤه من إمكان توسيع العمليات العسكرية، في حين كرّر رئيس أركان الاحتلال تهديده بأن حماس "ستدفع ثمناً باهظاً" في حال عدم التزامها.

في المقابل، يظل ملف استعادة رفات الرهائن واحداً من العقد الأساسية في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقد سلّمت حماس في الأيام الماضية عدداً من الجثامين وفق الاتفاق، إذ أُشير إلى أن الحركة سلّمت ما قيل إنه الجثمان السادس عشر من بين 28 جثماناً كان من المقرر إعادة تسليمها وفق التفاهمات، بينما قالت الجهات الإسرائيلية إن أحد ما سلّم كان بقايا رفات سبق وأن عثر الجيش عليها قبل عامين، ما أثار تبادلاً للاتهامات حول مصداقية التسليمات وملفات الهوية.

تداعيات محتملة

تثير التطورات الحالية مخاوف دبلوماسيين ودول الضامنة من أن أي توسيع إسرائيلي فعلي لسيطرته داخل الخطّ الأصفر أو استئناف عمليات برية واسعة قد يؤديان إلى تصعيد مفتوح يصعب احتواؤه، وهو ما يسعى الوسطاء الأميركيون والمصريون والقطريون إلى تفاديه عبر ضغوط سياسية ودبلوماسية ترجع بالفصائل والاحتلال إلى طاولة التنفيذ الكامل لبنود الاتفاق.

وفي خضم هذا التوتر، تظل معادلة استعادة رفات الشهداء والرهائن محطّ اهتمام إنساني وسياسي مركز، تؤثر كل خطوة في مسار الهدنة ومدى استمراريتها، في وقت يطالب فيه الفلسطينيون والوسطاء بضمانات لمنع استغلال الملف ذريعة للتصعيد العسكري.

أخبار ذات صلة

0 تعليق